الاثنين، 9 أبريل 2012

كل وقضيته ...

التقى شخصين في الحدود وتبادلا الحديث التالي ؛
- السلام عليكم
• وعليكم السلام
- قدمت هنا لأقول لك أني متضامن معكم !
• وأنا أيضا !
- كيف ؟
• أنت تتضامن مع قضيتي التي يتضامن معها الكل منذ زمن بعيد وأنا أيضا أتضامن مع قضيتكم حول المدينتين وبصراحة نحن لا نختلف كثيرا !
- اه فهمتك الان ، لكن الاختلاف أنكم تموتون في سبيل القضية عكسنا !!
• من قال هذا الكلام ؟؟
- الاخبار كلها تقول !
• مخطؤون جدا !!
- كيف !!؟؟؟
• أيضا نحن نعيش في سلم والقليل منا من يقوم بالثورات كما يقوم بها أهلكم الجنوبيين حول قضية ثانية غير القضية الاولى !
بلادنا بيعت ونحن نعيش على خير ما يرام
- لم أفهم !!
• هل زرت بلدي ؟؟
- لا لم أفعل الا الان ولم ادخلها بعد كما ترى!
• إذاً لن تعرف فالكثير ممن زاروها تفاجأ لهدوء المكان ...
- (مندهشا) والقتل والارهاب والتفجير الذي أراه في الأخبار ...
• هل رأيته بأم عينيك ؟ إنها دراما يا أخي لإستمرار قضية ما وللتمهيد لأشياء أخرى ..
- (مقاطعاً) بمعنى ؟
• دولتكم عندما تحدث فيها اشياء كبيرة كسقوط الطائرة العسكرية مثلا  هل تصدر الخبر واجهة الصحف رغم أهميته... لا !! لأنها ببساطة غطت عنها بخبر آخر كان أكثر حدة كتفجير إرهابي مثلا أو مظاهرات !!!
- يا لوقاحة النظام !!
• في النهاية يا صديقي إن قضيتنا بدأت تنسى تدريجيا والمحتل بدأ في تسريع أعماله ولا أحد يقف أمامه !
- والمقاومة ؟
• ألم تسمع بالصراع الداخلي ، فالقضية مسألة ثانوية والصراع نحو الحكم مسألة أولوية وإنها دراما، أنا إبن البلد مللت من مشاهدتها !!
- صحيح سمعت بذلك لكن لم أضن ...
• (مقاطعاً) ماتت القضية ومات رجالها منذ زمن بعيد أما رجال اليوم فيبيعون أراضيهم مرغمين أو بطيب خاطر وينعمون بثمن الارض وتجدهم الان انت من يتضامن يعيشون بينهم ضاحكين غير آبهين !!

اغرورقت عينا الشاب ولم يجد بداً من الكلام وغادر خجلا ثم سمع صوتا من بعيد ينادي ...
• صدق ما تراه بعينيك ولا تصدق ما يقال لك ! انا متضامن مع قضيتكم (وعمّ الصمت )

وصرخ الشاب في الافق حزينا : عائدون بإذن الله

التعليقات
4 التعليقات

4 التعليقات :

  1. إنها حرب الإعلام فلا أنت من المصدقين و لا أنت من المكذبين و بين العقل و القلب يختلف عندك الخبر اليقين ...

    لقد اختلف مفهوم القضية و صار لكل بلد قضيته بل قضاياه و الكل يقول عائدون بإذن الله لكننا لا نرى أثرا لأقدامهم ..

    تحياتي يا ابن مدينتي لعلنا أنا و أنت نتفق على قضية واحدة على الأقل ^^

    ردحذف
  2. طبعا كل وقضيته وهذا لا يمنع أن هناك قضية مشتركة، وإن خانها الخائنون.

    ردحذف
  3. لكل قضيته ولكل وجهة نظر يرى من خلالها نفس القضية .
    موضوعك يشبه مسرحية سبق وان نشرتها تحمل عنوان الحدود وكل وهي تروي قصة عائلتين تلتقيان على حدود بلديهما وكل واحد يظن ان بلد الآخر هي الجنة الموعودة وفي الأخير يكتشفون اننا نحن من نجعل من أوطاننا جنة أو جحيما
    سعدت بمروري بحروفك أخي هشام

    ردحذف