خجولة من العودة ...

ماذا قلت ؟

!

خجولة (همس)...

لما أنت خجولة اصرخي... علي صوتك حتى يسمع صدى صوتك في كل الأرجاء ... هيا

...

آه ألان أكاد أسمعك بوضوح... تكلمي

بلدي الحبيب اشتقت إليك كثيرا…اشتقت إلى هواءك طبيعتك مناظرك والى مدينتي الصغيرة المغلوب على أمرها لأن هناك كل أصدقائي اشتقت إلى أمي وحنانها والى دفئ الأسرة التي افتقدتها في الغربة.. وسط تلك البرودة لا استطيع المقاومة أكثر .. اعذريني أمي إني افعل هذا من أجلك فقط وبصراحة تفكيري كله منصب حولك.. فهل يستطيع الحمل مفارقة أمه الشاة إني كمثل الحمل الوديع دفئ حضنك لم أحسه إلا وأنا بعيدة عنك كل البعد.

بقدر ما اشتقت إليك اشتقت إلى أصدقائي .مدينتي وأصلي … بصراحة هنا وصلت بهم الحضارة إلى طريق مسدود كنت اضن أن الغربة جميلة ففيها تغيير للجو والأصدقاء وكل شيء لكن وجدت انه عالم خال من الحياة وحسب اعتقادي أجد بلدي هو الأفضل.

أمي الحبيبة كنت أود العودة في أول طائرة دون انتظار واعرف انك ستستقبلينني بالأحضان لكن أنا خجولة من أن أعود بأياد فارغة لا شيء معي وأفكر ما سيكون رد العائلة والجيران ففي نضرهم السفر إلى خارج البلاد هي فرصة ثمينة لتغيير وضعهم الاجتماعي والرقى لأعلى مستوى .انا خجولة من العودة الى وطني.

أمي الحبيبة أنت لا تعرفين الضغط النفسي الذي يعانون منه.صحيح أنهم يجلبون خلال سنة ما يمكن أن يجلبوه في عشر سنوات لكن بضغط نفسي أثره بالغ لذلك هم يقضون معظم حياتهم عند طبيب نفسي فهو اقرب صديق لهم .

أمي إني افتقد أصدقائي بالمناسبة ولولا المسنجر الذي يربطني بينهم لبدأت في زيارة طبيب نفسي أنا أيضا (ماشي عيب هنا).. فتاتك المدللة تغيرت وأصبحت حساسة جدا يا أمي . إني مرهفة الإحساس ابكي على أي شيء قد أحس انه ضاغط علي وابكي حتى تحمر عيناي دون أن يتقدم احد لمسح دموعي ويحاول تهدئتي .

بقدر هذا العالم كبير جدا أجد نفسي وحيدة. صديقي الوحيد هو الكمبيوتر فهو ما يربطني للان بكل الأشخاص الذين اعرفهم كما يربطني ببلدي الحبيب...

لقد فهمتك ...

شـــــكرا (همس قادم من بعيد)

لا شكر على واجب ^ ^ واضن ان رسالتك وصلت.