الجمعة، 12 مارس 2010

الوجه الاخر - عامل النظافة




النظافة من الإيمان هي جملة لطالما شاهدتها مكتوبة في المؤسسات وفي مناطق كثيرة لكن السؤال الأهم هل تحترم حقا ؟
وبعيدا عن الواقع وأنا أشاهد البرنامج الشهري "الوجه الأخر " في قناة 2m والذي كان موضوعه عامل النظافة أو مول الزبلمول الكرفي كما نطلق عليه نحن .. والمعروف أن العامل ذو الأوصاف الكثيرة هو فقط إذلال له رغم المجهود الكبير الذي يبذله. مشيا على طول الشوارع تجد عمال النظافة وهم يكدون دون جدوى لان ما ينظفونه في ساعات يفسد في دقائق فالكل يرمي وعقلية الغير المتعلمين  تزيد الحالة أكثر استعصاء ولربما إن بقيت الوتيرة على هذه الشاكلة فمن المستحيل أن نحلم بشوارع نظيفة ومن المستحيل أن تحل مشكلة الازبال كما جاء على لسان بعض عمال النظافة الذي تابع البرنامج أطوار عملهم انطلاقا من نادية ذات العشرينات إلى المهاجرة السابقة بالديار الايطالية ...
الأمر وان كان يحذو النظافة وتكرار تنظيف الأزقة والإهمال إلى عدم احترام عامل النظافة كشخص دائما ما ينظر له على انه لم يرتمي في أحضان داك العمل إلا وأراد إذلال نفسه ويصبح ذا القيل والقال حتى انه يخرج من دائرة الإنسانية ويصبح في نظر الكل مول الكرفي متناسين اسمه الحقيقي الذي لا نعرفه في الغالب ومتناسين العمل الشاق الذي يقوم به.
في حوار اجري مع بعض العمال النشيطين صرحوا أنهم لا يسمعون كلمات الشكر من الناس في نظرهم نحن قلة وعملنا ربما يعتبر عيبا عندهم لكن انه مصدر عيشنا..

إلى حدود هذا الأمر لا يوجد شيء لا اعرفه لدي نظرتي الخاصة تجاه عمال النظافة وأبادر أحيانا إلى شكرهم ومساعدتهم بكلمات تجعلهم متفائلين "الله يعاون" كلمة بسيطة لا يسمعونها في الغالب.

في جانب أخر هناك المزابل الكبيرة .. كنت اعتقد إنها تكون في الغالب مرتعا للمواشي لكن ما لا يعرفه العامة أن المزبلة هي مصدر عيش المئات بل الآلاف من البشر يعملون ليلا نهارا .
تجد في القريب منزلا يضم عائلة تعيش من المزبلة فبيع قارورات البلاستيك يدر مبلغ 100 درهم في اليوم كأدنى ويمكن يصل إلى سقف 200 درهم والعمل شاق لكن "فيه الصرف" تمر الكاميرا بين ثنايا المزبلة لتكشف النقاب عن عالم البيزنس أو الأعمال فهناك من يستغل الصغار الهباشة" بطريقة غير مباشرة والكبار يستغلون من يستغل الصغار .
صاحب معمل جمع النفايات تملص من الإفصاح عن دخله الشهري الذي يناهز المليون مكتفيا بالهروب.. في جانب أخر نجد شباب يافعين كوّنوا شركة صغيرة لصنع مواد الاثات ... المواد الأولية لهذه الشركة هي البلاستيك المستعمل الذي يقتنونه من الهباشة في الغالب يعاودون تصنيعه وبيعه بطريقة احترافية مستفيدين من دخل قار يصل في الغالب إلى نصف المليون ريال.
طبعا انه الوجه الأخر من الاعمال بدءا بعامل النظافة.

التعليقات
6 التعليقات

6 التعليقات :

  1. تخيل لو يقوم عمال النظافة بإضراب لمدة أسبوع فقط ، كيف ستصبح الشوارع و الأزقة ؟!...سيكون منظرها مريح و جميل ... عندها سيدرك الناس - الجاهليين - أهمية عامل النظافة في حياتهم...

    ردحذف
  2. لمهم أنا شفت لبرنامج داكشي نايض معمرني كنت تنصحاب بلي الناس لتيجمعو الأزبال مضبرين على راسهوم بصرف

    ردحذف
  3. كلامك وضع له برنامج تلفزيوني عالج المشكلة بتوقف عامل نظافة في مدرسة مدة 3ايام والاجمل انه في حلقة من حلقات البرنامج قاموا بمقارنة اجر عامل النظافة العربي بقرينه الأجنبي

    ردحذف
  4. للأسف الشديد السائد هو مخالفة التعاليم الدينية والأعراف والتقاليد الكريمة التي تحث على الخلق الرفيع والسلوك الحميد ومنها إلقاء المخلفات في أمكانها ، ولهذا أعجب أن تجد أحدنا لديه ما قد يغيب عنك من الآي الكريم والحديث الشريف والتعاليم الصحية إلا أن التطبيق يظل قولاً أو حبراً على ورق ... دمت أخي الكريم .

    ردحذف
  5. أظن أن كل واحد يؤدي واجبه في هذا المجتمع من جامع الأزبال صعودا إلى فوق
    ولا يمكن الإستغناء عن أحد له دور يعود بالنفع على الناس.

    ردحذف
  6. الأخ الفاضل :: هيبو ::
    تحية عطرة

    مشكلة النظافة .. ليست عندكم فقط ..

    إنها معضلة ومشكلة المشاكل ..

    وبرأيي الموضوع يحتاج إلى وقفة جادة من مفكري ومثقفي الأمة

    ودمت بود

    ردحذف