الاثنين، 21 مارس 2011

احلام ... تتحقق 2


وبدأ الأمر
كنت دوما أتمنى أن أجد درهما ساقطة على الأرض أو " 2 دريال" ليس لأنني احتاجها، لكن فقط أحب أن أحس أنني محظوظ ودوما لا أجد شيئا ،والآن بات الأمر مختلف ،كل شيء لدي !!
قبل هذا سألت أشخاصا كثر إن منحوكم مائة مليون ماذا ستفعلون بها والكل حسبها بسرعة وكأنها أمامه ...والكل نلخصه في ما يرضي الله : بناء مسجد ،شركة تجمع العاطلين ،مشروع لحمل العائلة وما إلى ذلك...
آسف، آسف!! الموضوع أكبر من هذا... أن تحلم بالشيء ليس كما هو في الواقع !!
أغلقت غرفتي بالمفتاح ورحت انظر للناس آخر نظرة وأنا في مستوى عيش متوسط، لنقل مستورة والحمد لله... الآن بات التغير أمامي وانتبهت أنني لم اعد انظر للقريب، أصبح بصري قويا فجأة كبصر نسر جارح، انظر إلى ما وراء الشيء.. كدت اجن آخر الأمر وأنا أتأمل الناس كيف ستصبح بعد تشغيلهم وبعد إسعادهم وكيف ستتغير قريتي الصغيرة.
تخيلت لوهلة مدينتي، قريتي جنه وأنا ملاك أطوف لأشذب الفقر من أواصله
عدت لبيتي ،غرفتي إن صح التعبير وبدأت اجمع وأبحث بين ثنايا ما حملت ،جمعت أحلامي الطفولية وان كانت قليلة مع أحلامي وأنا شاب يافع ،كل شيء تحقق برمشة عين ،وعلى الساعة التاسعة ليلا - موعد اجتماع العائلة كل يوم في البيت أمام المائدة المستديرة ،في تلك الليلة قررت أن أصارح عائلتي بالأمر وأخبرهم عن الأمر وكم سهل أن تكذب وان تزيف الحقيقة وكم سهل أن يصدقوك من حولك بقليل من المال في يدك اليسرى :s
طبعا فرح الكل بما لدي ،أو بالأحرى بما لدينا وما سيصبح لنا ،وبين ليلة وضحاها تغير المنزل والحي ونظرة الناس إلي بل حتى صوتي ومشيتي حتى هما اعتقد تغيرا... من يأبه للماضي !!
فمنذ متى ألقى التحية علي احد القياد أو رئيس منطقة ما ومنذ متى كان رأيي مهما ؟؟ ،قط لم ينظر إلى كفرد من المجتمع أما ألان فصار اسمي المستعار أشهر من ذي قبل :)
في ظرف شهر سافرت لجميع الدول التي حلمت بها بل لجميع الدول التي اعرفها ولا اعرف أهلها.. يكفي هم يعرفانني حق المعرفة !!، اكتشفت أن لدي شركات منتشرة في العالم وتضخ المال من الشعب والى الشعب.
أصبحت لا أنام ،أصبحت أحب العد كثيرا، دخلت جميع المجالات واقتحمت كل البنوك يا من الأمام أو من الخلف وبدون أن ادري تورطت في كل شيء مرورا بالمخدرات وعالم المافيا...
لما كانت لدي 20 درهم استطعت أن أتحكم بها لكن الآن لما صار لدي الملايير باتت النقود تتحكم بي وتسير بي فصرت من شخص إلى دمية ،ليس غريبا أن تحولك الملايين إلى هكذا آلة.
كثرة الأشغال وكثرة الترحال، أبعدتني كل البعد عن أحبابي، أصدقائي، عائلتي وحتى حبيبتي أظنني أهملتها بكثرة البعاد عنها فصارت بيننا مسافة نسيت أن أعدها رغم أني محب للعد.
في الأمس كنت احلم بمساجد ومدينة جنة وبأشياء لم استطع تحقيقها وأنا فقير، أما الآن وأنا في منصبي هذا فأشعر بالاشمئزاز من نفسي لعدم الإيفاء بوعود قطعتها على نفسي...
باتت الحياة بدون لذة، انجرفت شيئا فشيئا فأصبحت البحار تحيط بي ولا مخرج... عندما كنت أسفل الجبل، كنت احلم دوما أن ارتقي وأصل إلى القمة أما الآن عندما وصلت لم يعد هناك حلم لي في هذا الجبل ولا أي جبل ولم تعد لي أحلام حتى.
عدت احلم بركوب دراجة هوائية "البشكليطا" بل تمنيت أن أجد وقتا للاستلقاء على الأرجوحة التي بنيتها يوما تحت شجرة السنديان وتناسيتها،باتت الأحلام الكبيرة تافهة بنظري مقارنة بأحلام صغيرة عظيمة.
بصراحة لم اعد سعيدا، أن تعيش وسط القطيع في صحراء جرداء خير وألف مرة من أن تعيش وحيدا وسط حقل واسع اخضر.
وقبل أن احمل نفسي ... سمعت صوتا يناديني من بعيد ... هشـ ـ ـ ـــــــــــــــام إنها العاشرة انهض !!!
أدركته حلما ...
نهضت مسرعا واتجهت صوب والدتي وقبل أن تدري ما بي عانقتها بشدة وقبلتها...نظرت إلي باستغراب "سير لخدمتك الله يرضي عليك"
شكرت الله بما لدي وحمدته على نعمه،أدركت أني سعيد بما لدي ،وتمنيت أن أبقى هكذا شخصا عاديا يعيش بين وبين وفوق السلك على أن أعيش آلة.
أفضّل العيش في عالم افتراضي على أن أعيش أحلاما كهاته ^^
وللعالم الافتراضي قصة أخرى !

التعليقات
19 التعليقات

19 التعليقات :

  1. حين يأتينا المال من حيت لا نشعر، نصبح متكبرين حتى على أحلامنا الصغيرة فتصبح بنظرنا حقيرة سهلة المنال فنضحك منها ومن أنفسنا، ننسى مع الوقت كل من أحببناهم ونتكبر عليهم ونخون وعودا وعهودا قطعناها على أنفسنا...
    حين يصبح كل شئ سهل التحقيق لايبقى للحياة طعم فيصح حتى المحيطين بنا كالخواتم في أصابعنا حين نحتاج للحنان والحب منهم...
    نهاية جميلة والأجمل أنه لم يكن سوى حلم واستفقت منه وعدت من جديد لحياتك الطبيعية راضيا بها.

    ردحذف
  2. ايوا الله يجيب ليك شي 100مليون تربحها فاللوطو باش تولي آلة حسن
    حيت الآلة وخا تمشي الكرامة ديالها ميبقاش فيها الحال ههههههه معندها احساس

    ردحذف
  3. أن تحلم بالشي وتراه في الخيال مغاير تماما عما إن حدث في الواقع..إن كانت لأحلامي الجميلة مساوئ فأتمنى أن لا تتحقق..أخاف أن لأمنيتي بعدم تحققها مساوئ..شراسة الأحلام
    ما علينا..
    الغنى غنى الروح حين تملأها السعاده بوجودك بين أحبتك واهلك وناسك

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. العالم الافتراضي قصة أخرى
    لذا لا تفضله عالأحلام
    :)
    سعدت بالقراءة لك
    سلاموووو

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله
    سعدت بتواجدى هنا
    وأحييك على هذا الطرح القيم والراقى
    تقبل مرورى وتقديرى واحترامى

    ردحذف
  7. وا ا أحلام عندك الخو واش ماكاين غ 100 مليون أيفون و الشركات طنوبلات و الفلوس مشات ياكما كاتسمع لستاتي عبد العزيز عندو مايڭول فهاد الضومين
    هادشي مزيان بلفقيه

    ردحذف
  8. صافي وليت لبااس عليك غير نجيب وراقي ندفعهم باش تخدمني عندكم في شي شركه واخا؟:d
    اواعنداك تقلب وجهك راه بزااف اللي كيوليو لاباس عليهم كيتبدلو :p

    ردحذف
  9. :))) المال لا يصنع السعادة .. "وللواقع قصة أخرى" .. مهما كنا أثرياء أو فقراء لكل قصته و معاناته والذكي هو الذي يرضى بما أعطاه الله و يحمده على ذلك .
    عندك تنسى ختك حتى في الحلم :))
    سلامي هشام .  

    ردحذف
  10. علمت من خلال هذه التدوينة شيئين، الأول أن اسمك هشام:)..متشرفين
    والثاني هو مغزى الحلم، القناعة كما يقولون كنز لا يفنى، لا نقدر قيمة ما بأيدينا حتى نفقده، هنا فقدته أثناء الحلم، لتقدر أكثر نعمة الله عليك..
    عسى الله يعطينا بقدر ما ننفع ونستنفع به..

    ردحذف
  11. وأنا شاب يافع...
    وراك شرفتي السي

    ردحذف
  12. تناول طيب ربما للمقارنة بين الحلم والواقع وإن أتت الخاتمة صارمة . موفق دوماً

    ردحذف
  13. جميـــــــــــــــــل و هادف
    شكرا

    ردحذف
  14. قرأت الجزء الأول من أحلام تتحقق تشوقت الى جزءِِ ثاني و ها أنا الان متشوقة لجزء ثالث ...جميلة هي الاحلام...
    هذه اولُ زيارة لي بين اسطرك , و لن تكون اخرها ....

    ردحذف
  15. الاحلام الجميلة هي التي لا يمكن أن تحقق في الواقع تذكر هذا جيدا يا صديقي كنت هنا واصل عملك

    ردحذف
  16. الاحلام الجميلة عادل تركي مسيولونج مصري حر مقيم بالكويت

    ردحذف