الخميس، 8 مايو 2014

صباحي

من خربشاتي

على إيقاع Englishman in new york تنطلق الحافلة ،تهتز بنا وتقفز على المنحدرات المطوية في الطرق ،كأننا أكياس طحين او ربما "شكوات حليب" تمخض لتصبح لبن ... تتوقف الحافلة أمام مبنى أدنوك فخر البلد وحلم المواطنين والوافدين ،تفتح الأكياس اعينها وتتطلع للمبنى العملاق ،لرأس النسر الجارح ،يقتل الحالمين غيظا بنظرته الباردة ... ثم يخطفهم الباص من أحلامهم التي بدأوا يبنونها على البرج ... تخترق الحافلة الكورنيش البهي ثم المدينة الصغيرة العملاقة بأبراجها ،يسارا تتواجد ام بعبايتها السوداء تنتظر رفقة طفلتها التي تقفز غير بعيد عنها تلعب "شريطة" ،تقفز كالكنغر او كأرنب في سعادة !
يميناً مباني مغلقة باردة لا حياة فيها لكن السيارات الفارهة أمامها توحي بوجود أغنياء غير مكترثين ..
تمر بنا الحافلة امام المسجد الكبير ولا احد فتح عيناه رغم انه تحفة عصرية ربما لمرورنا الدائم عليه ،تمشي الحافلة ببطء فاخترق ببصري صوامعه الشامخة البيضاء المذهبة وقببها الرائعة ... تصميم يتركك تسبح في خيالاتك ثم تعرج بنا الحافلة على المقاهي الشعبية بإعلاناتها الشبيهة بتلك التي في الثمانينات وغير بعيد إشارة مكتوب عليها ميل/حميم ،منطقة الشركات الصامتة المهجورة الا من الموظفين الذين سيتوافدون تباعا على الساعة الثامنة .. ونصل لجامعة خليفة مبنى العلم والثقافة التي هي أسمى أهداف البلد ،بناء يبني جيل بأكمله 
يمر الاستاذ لبيب يلقي التحية المعتادة كلما يلمح احد ،جويل وجان غائبان اليوم ،لم ارى الأصلع يحيي الطلبة ولا يحييني ... يتجمع البعض يصدرن صخبا تتلاقى خلاله الأيدي والأنوف ثم يختفين داخل فضولهم ... العلم يناديهم !
وانا يناديني الم بلادي فلا معيل لها ولأبنائها ولكن لها معيل كبير الا وهو الرب الرحيم


التعليقات
4 التعليقات

4 التعليقات :